في الثلث الأخير من الليل يتنزل الله جل جلاله إلى السماء الدنيا سائلاً عباده عن حاجاتهم ليستجيب لهم. إلا أن الآية انعكست على الكثير الكثير وعلى مستوى العالم العربي وأصبح الليل كما غنت فيروز للسهر. ولكن سهرات الليل كانت على المسلسلات التي وصلت في عددها ما يقارب الثلاثمائة، هذا دون احتساب المسابقات الخليعة والتي يبدأ بثها في الثالثة فجراً في إحدى القنوات الشهيرة.! حتى أنه وصل الأمر إلى أن تتدخل هذه القناة في العشرة الأخيرة من الشهر الفضيل وتقنع مقدمة البرنامج بالاحتشام قليلاً... عجبت لها كم هي حليمة عليهم..! هل من المعقول أن يصل بنا الحال إلى هذه الدرجة؟ وأن يترك الأبناء صغاراً وكباراً أمام الشاشة للتشبع من هذه المهازل؟! هناك من يقول لك دع الأولاد يتعلموا بأنفسهم ويطلعوا على كل شيء أمامنا كي نشرح لهم ما هو الصح والخطأ..!! وهذا باعتقادي هو نوع من ممارسة التنوير الفسفوري.. وهو نوع من التنوير السريع جداً، يعني مثل لعبة الفسفور بمجرد تشغيلها تسطع وتعمي العين. وهذا ما يحصل مع الأبناء، فبدلاً مع تنويرهم وتعليمهم أمور الحياة بالتدرج.. نتركهم في موج لاطم من المفاهيم والمبادئ المغلوطة وغير المتماشية مع ما تربينا عليه. لا أدري ماذا ينتظرنا في رمضان المقبل!! لا أقول إلا.. الله يستر.. فإلى أين ستصل الأمور..؟! الله وحده يعلم.. والتخطيط للعام المقبل بدأ من الآن وأصحاب القنوات يتصارعون على ........ الليل وآخره.. والله المستعان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق