أول ما يتم الحديث عنه فيما يخص العوائل المالية الخليجية في الصحافة هو الجيل الثاني والجيل الثالث وهم الأبناء ومن ثم أبناء الأبناء (الأحفاد) وما لفت انتباهي هنا هو المسمى المترابط بالتقنيات (تقنية الاتصالات) G3 – G2 الجيل الثاني والجيل الثالث وسبحان الله مغير الأحوال فعندما بدأت الاتصالات كان هناك الكثير والكثير من الحديث عن هذه التقنية وسرعتها ، حتى في انطلاقها إذا ما قارنَّاها بما سبقها من طرق اتصالات اعتيادية مثل الهاتف الثابت والفاكس والتلكس ... الخ، وكنَّا في ذلك الزمان نرى أن هذا تطور ملحوظ يصل لنا أعمالنا وينقلنا بين العوالم الأخرى بمنتهى الحرية ، وثم انتقلنا إلى الهاتف الجوال بدون خدمة الانترنت ومن ثم تطور الوضع إلى أن ظهرت الانترنت بجيلها الثاني ثم اشتدت المنافسة لتنقل إلى الجيل الثالث وما أدراك ما الـ G3 إلى هنا وأقف بالربط بين الأجيال العائلية وأجيال الاتصالات من باب الترابط الاسمي وأهمية نقل المعلومة.
فعليا:
الجيل الأول المخضرم الذي يربطنا بين ماضي التجارة وحاضرها هو الجيل المؤسس على كل الصُعد، الجيل الذي عرف قيمة المال وطرق جنيه المؤلمة المتعبة في ظل ظروف معيشية صعبة ولكن في ظل نفوس صافية جداً مؤمنة بمفهوم الرزق الطيب المقسوم هذا بدايةً.
ثم كانت النقلة الحضارية لتشمل جميع المجالات الحياتية والتجارية (المتغيرات)، هناك من تماشى مع ذلك على نفس الوتيرة وهناك من توقف مكانه وهناك من سبق زمانه ومكانه وهكذا ، فنرى الأسماء اللامعة في الداخل والخارج حتى صرنا ننافس أغنياء العالم.
فكما أن من العوائل من كانت بيوتًا تجارية ثم اندثرت تجارياً وبقي أبناؤها يحملون أسماءها متفرقين في وظائف خاصة وعامة.
بقى من العوائل القديمة (تجارياً) ما زالت في أعمالها مواكبة التطور حتى وإن كان في مجالات أخرى (لكن على نهج استمر ببعد نظر ثاقب وهمة عالية وتطور إلى ما صار عليه).
وهناك من العوائل التي كانت في السابق تعيش على الكفاف والآن وبفضل الله ثم أبنائها تحولت إلى رؤوس أموال ضخمة.
وهكذا الحال...
والكثير والكثير من الحالات المتغيرة وهذا حال الدنيا والله يرزق من يشاء بغير حساب.
عودة إلى موضوع الأجيال المختلفة G3 - G2 وعلاقتها بالمؤسس:
لازلنا نرى وبنسبة تكاد تكون مرتفعة جداً تمسُك الجيل الأول بمقاليد الشركات العائلية مهما اختلف حجمها تمسكا يمكن أن تلحظ من خلاله (بداية انهيار الشركة). كيف؟
عندما يكبر الأبناء والبنات واضع تحت (البنات) مليون خط. يكون الأب قد قام بتعليمهم سواء داخلياً وخارجياً على أعلى مستوى ليكونوا له سنداً وعوناً في المستقبل، إلا أن (سنداً وعوناً) تبدأ بالتلاشي حالما يكون هؤلاء الأبناء جاهزون للعمل، إذ يصعب على الأب (المؤسس) الخروج من مستشاريه القدماء ومساعديه الذين يضع كل ثقته فيهم إلى أبنائه (صغار السن الشباب) في نظره.
عندما يتخرج الأبناء فانهم ينطلقون كالأسهم الطائشة إلى شركات آبائهم محاولين الدخول واثبات الذات والقدرات (البدائية) مشحونين بما فيه الكفاية ليبدأوا حرباً ضروساً ضد المعاونين السابقين وأخذ الأماكن بطرق حضارية وغير حضارية ينتج عنها أحياناً (مصائب) لا تعد ولا تحصى وحروب داخلية تصل إلى مستوى القطيعة وخلافه ويمكن حصول كل هذا خلال فترة حياة المؤسس (الأب).
وإذا كان الأب عاقلاً بما فيه الكفاية حكيماً إلى درجة التعقل فإنه يلجاً إلى ضم الأبناء واحتضانهم وتعليمهم خبايا الأعمال ونقل الخبرات تدريجياً على مرأى ومسمع منه سواء للأبناء والبنات.
وهذا الأب هو الأب العاقل الذي يعي ما يفعله تماماً ويرى مستقبل عائلته التجارية ويضعه أمام عينه من خلال ضم الأبناء والبنات إلى مجلس إدارة حقيقي واقعي يحملهم المسؤولية الكاملة ويعطيهم فرصة الخطأ والصواب أمام عينيه فاتحاً باب النقاش والجدال والمحاورة على كل المستويات خاصة بين الأبناء بعضهم بعضاً، أن يشاركوا في الأرباح والخسائر، أن يذوقوا طعم الصح والخطأ.
فان لم يحصل كل هذا في حياته وعلى مرأى العين فانا أقول لكم رحم الله هذه العائلة في المستقبل القريب وقد رأينا ما يحزن القلب من خلافات أودت بالحياة التجارية لعوائل تفرق الأخوان بعدها وحصلت القطيعة حتى على مستوى الأخوان وأبنائهم ونسائهم وأمهاتهم...
وغدًا نواصل الحديث عن البنات.
الأحد، 25 أبريل 2010
العوائل المالية الخليجية (1)
الخميس, 16 يوليو 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق