الأحد، 25 أبريل 2010

منقذو الأمة

السبت, 6 مارس 2010
عمر أفندي

ذات يوم كنتُ في بيت أحد الأصحاب. وأقول: أصحاب؛ لأنهم ليسوا أصدقاء، والشاطر يفهم!
وبينما كنا نتحدث في أمور اجتماعية، قفز ابنه الذي أُعزّه كابني، وقال فجأة: نحن منقذو الأمة القادمون!
عمره لا يتجاوز السادسة عشر ربيعًا، وأقول خوفًا من خريف الأيام القادم إلينا، ولا نعلم متى؟ لكنه قادم!
نظرت إليه متعجبًا وسائلاً في نفس الوقت عن كيفية الإنقاذ، مع العلم أنه كان يرتدي قميصًا عليه علامة صليب؟
المسكين لم ينتبه عند شرائه أن هذا صليب، وظن انها علامة جمع (زائد).
فقلت له حين ذاك:
الظاهر أن جيلك ليس هو الجيل المنشود، ولست وأمثالك من سينقذون أمتنا، ولا حتى أنا وجيلي.. ولا... ولا... ولا...!
فطالما نحن نتابع (نجم أكاديمي) الحالي، ونتابع مسلسل (مطيع)، ونتساءل عن إجازة الصيف أين سنقضيها؟، وعن الضجر الذي نعانيه بشكل يومي (حتى أبناؤنا يتضجرون)، وعن موديلات السيارات الحديثة، وعن تجربة الإيرباص (airbus) الجديدة من جدة إلى دبي، وعن الميك أب (make- up) الطاغي في الأسواق، وعن العباءات التي لا تتسع لها الأجساد، وننشغل بقيل وقالت، وقصرت وطالت. فهذا يعني أننا متوقفون عن التفكير إلاّ في السطحيات، وأننا إذا رغبنا في التعمق والتفكير بما ينفعنا نحتاج لأكثر ممّا تحتاجه جدة من بُنى تحتية... واضح؟!!
ملاحظة:
- لا يزال تقاطع شارع فلسطين مع شارع السبعين ينزف ماءً عذبًا.
- طريق المدينة تحت جسر صاري باتجاه الشمال يمثل بالنسبة لي روعة السفلتة ودقتها.
والله المستعان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق