منارة علم.. منارة ثقافة.. منارة تطوّر.. منارة منهج.. منارة وعي.. منارة عندما تراها عن بُعد بأضوائها الصاعدة إلى السماء، وقنديلها الأخضر المتلألأ كأنه منارة مسجد تشع ما احتواه ديننا العظيم من علم، وتطوّر، ومعرفة لا نهاية لها، وتختصر عصورًا ممّا قدمه علماء المسلمين الأوائل في كافة المجالات، والتي تركت وأثّرت بشكل واضح في تطوّر الغرب، وكانت أساسًا لما وصل إليه العلم الآن في كثير من المجالات الهامّة، والحيوية.. وهذا باعتراف غربي لهؤلاء الرجال من شتّى أنحاء الأرض، والآن نرى هذه المنارة تعود بعلماء الغرب والشرق إلينا، وكأنها رحلة بدأت منذ زمن، وعادت اليوم. إن لكل نبت جذورًا تسري في الأرض، تبحث عن موطن تستقر فيه، ونبع ماء تشرب منه. فاللهم اجعل هذه المنارة نبتًا صالحًا تمتد جذوره إلى كل شبر من أرضنا الحبيبة وندعو الله العظيم أن تكون هذه المنارة الجامعية بداية، وانطلاقة، ووهجًا يشع علمًا وثقافةً وأساسًا لما هو آتٍ، وانعكاسًا على ما هو قائم. وإني أغبط أجيالنا القادمة على هذه الجامعة، فبالأمس كنا نفكر أين سيكمل أبناؤنا دراساتهم العليا بعد الجامعات؟ والآن نجيب: هنا في وطننا الغالي. يا خادم الحرمين الشريفين، قد حملتم شرف خدمة الحرمين، وهو والله شرف ما بعده شرف، والآن تحملون شرف خدمة العلم، وهذا والله منتهى الرقي. إن الله أعز هذه الأمة بالإسلام، وحث عباده على التعلّم، فقال سبحانه وتعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق.. إلى آخر السورة الكريمة). وكانت كلمة (اقرأ) أول كلمة ألقاها أمين الوحي إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. وكما جاء في الأثر (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد). وأخيرًا وليس آخرًا.. جزى الله خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وكلَّ مَن كان له يدٌ في هذا الإنجاز العظيم خيرًا. والله من وراء القصد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق